يتساءل بعض الأشخاص عن الطلاق في الزواج العرفي حيث يعتبر الزواج العرفي عقد دارج بين بعض فئات المجتمع، وذلك لأنه يتمتع ببعض المميزات مثل إتمام إجراءات عقد الزواج بشكل سريع، ولكن كيف ينتهي الزواج العرفي؟
هل ينتهي بمجرد قيام أحد الأزواج بتمزيق أوراق العقد أم يجب وقع لفظ الطلاق شفهيا؟ كما أنه في بعض حالات الزواج العرفي يرفض الزوج إشهار الطلاق وانفصاله عن الزوجة، وفي هذه الحالة تبحث الزوجة عن طريقة تمكنها من إشهار زواجها ومن ثم إتمام الطلاق، خاصة إذا أنجبت الزوجة أطفال من زواجها العرفي، لذلك سوف نجيب في سطور مقالنا على كل هذه التساؤلات.
كيفية الطلاق في الزواج العرفي؟
إن الزواج العرفي هو عبارة عن زواج مكتمل الأركان والشروط، لذلك فإن الطلاق في الزواج العرفي مثله مثل الطلاق العادي، لذا يجب النطق بلفظ الطلاق شفهيا حتى يقع الطلاق ويتم الانفصال،
وليس صحيح الاكتفاء بتقطيع أوراق عقد الزواج العرفي فقط، بالإضافة إلى ذلك فإنه في حالة إنجاب أطفال من هذا الزواج فإن القانون يكفل لهم حقوقهم وأولها نسبهم للأب بالاسم، كما يجبر القانون الأب على دفع نفقات أطفاله مثل المسكن والملبس والمشرب والتعليم.
كيف يتم إثبات الطلاق في الزواج العرفي؟
في حالة قيام الزوج بتمزيق عقد الزواج العرفي فإن الزوجة تستطيع أن تستخدم جميع الأدلة والبراهين التي تثبت زواجها العرفي بما في ذلك شهادة الشهود،
وتقديم صور ضوئية لعقد الزواج العرفي ومحادثات الواتساب بينها وبين زوجها وغيرهم من الطرق الأخرى،
كما تستطيع إقامة دعوى إثبات زواجها العرفي من خلال إقامة دعوى طلاق أو خلع في محكمة الأسرة،
وفيما يلي سنتحدث عن كيفية إقامة دعوى طلاق إذا كان الزواج عرفيا.
كيفية إقامة المتزوجة عرفيا دعوى طلاق في محكمة الأسرة؟
في حالة الزواج العرفي فإن القانون يكفل للزوجة إقامة دعوى طلاق أو خلع في محكمة الأسرة تستطيع من خلالها إثبات زواجها العرفي، وإليكم خطوات إقامة دعوى الطلاق في محكمة الأسرة:
- تقوم الزوجة بتقديم عريضة الدعوى في مكتب تسوية المنازعات الأسرية،
وذلك في المحكمة التابعة لمكان سكنها. - عند تسلم الدعوى يبدأ الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون بإعلان زوج السيدة العرفي المدون اسمه في صحيفة الدعوى التي قدمتها الزوجة، وذلك للحضور لإثبات الزواج بشكل رسمي ومن ثم إنها الخلاف الواقع بينهما.
- في حالة رفض الزوج التوجه إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية أو حضر ولكنه أنكر زواجهما فعندئذ تحصل الزوجة على شهادة من المكتب تفيد بإتباع إجراءات التنازع وترفقها بعريضة الدعوى التي تقدمها في محكمة الأسرة المختصة.
- كذلك تقدم الزوجة أدلة تفيد بزواجها مثل تقديم حوالات بنكية شهرية مثبت بها أن المدعية هي زوجة المدعى عليه، أو تقديم فواتير الفنادق التي أقاموا بها، أو عقد إيجار الشقة التي كانوا يسكنون بها.
- إذا رفض الشاهدان المدون اسمهما في عقد الزواج العرفي أن يشهدا في المحكمة بالاتفاق مع الزوج،
فإنه يمكن للزوجة أن تقدم عقد زواجها العرفي مع حضور شهود إثبات سواء كانوا من الأقارب أو الجيران،
وذلك بعد حصول الزوج على حكم إثبات الزواج من المحكمة. - تقوم الزوجة بإقامة دعوى جديدة تطالب فيها بالخلع أو الطلاق أمام محكمة الأسرة.
ما هي عدة الطلاق في الزواج العرفي؟
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الطلاق في الزواج العرفي ليس له عدة، ولكن في حقيقة الأمر فإن الزواج العرفي له عدة مثله مثل الزواج الرسمي، حيث يعد الفرق بين الزواج العرفي والرسمي في التوثيق عند الجهات الرسمية وأنه كتب عند المأذون، أما بالنسبة للزواج العرفي فإنه غير موثق عند الجهات الرسمية ولم يكتبه المأذون في سجلاته بل تمت كتابته بين الزوجين أو عند المحامي.
وعلى الرغم من عدم توثيق الزواج العرفي عند الجهات الرسمية إلا إنه يستوفي كافة الشروط الأخرى للزواج بما في ذلك الولي والشهود والقبول والإيجاب، لذلك يعتبر الزواج العرفي صحيحا ولكنه لم يتم توثيقه.
مدة عدة الطلاق في الزواج العرفي
إن الطلاق في الشريعة الإسلامية له عدة سواء وقع لفظ الطلاق في الزواج العرفي أو الرسمي،
وتكون مدة العدة حسب المرأة، فإذا كانت المرأة تحيض فإن عدتها ثلاث حيضات أي أنه تنتهي عدتها شرعا برؤيتها الحيض ثلاث مرات من وقت طلاقها، أما إذا كان توقف عندها الحيض فإن عدتها تنتهي بعد ثلاثة شهور من وقت طلاقها، وإذا كانت المرأة حامل فإن عدتها تنتهي بولادتها للطفل.
وفي حالة المرأة التي توفى زوجها فإن عدتها تكون أربعة شهور وعشرة أيام، ويتم حساب الأيام نظرا لقوله تعالى:
“وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.
هل يجوز رد المطلقة في الزواج العرفي ؟
يطلق لفظ الزواج العرفي على الزواج الذي لم يكتبه مأذون في سجلاته وبالتالي فإنه لم يوثق عند الجهات الرسمية، وإذا استوفى الزواج العرفي جميع أركان وشروط صحة الزواج مثل حضور ولي المرأة أو من ينوب عنه مع وجود شهود وصيغة دالة على العقد فإنه بذلك زواج صحيح وليس باطل وبالتالي لديه نفس أحكام الزواج الرسمي،
حيث يجوز رد المطلقة من الزواج العرفي مثلها مثل المطلقة من الزواج الرسمي على شرط أن يكون عدد الطلقات لم يبلغ الثلاث طلقات.
حقوق الأطفال في الزواج العرفي
يكفل القانون جميع حقوق الزوجة والأطفال الذين تم إنجابهم من الزواج العرفي، حيث تحكم محكمة الأسرة بثبوت نسب الأطفال إلى الأب في حالة وجود عقد الزواج العرفي، وذلك عملا بمواد القانون والقاعدة الفقهية التي تنص على “الطفل للفراش”، كما أنه يتم إثبات نسب الطفل للأب من خلال إجراء تحليل البصمة الوراثية DNA.
كذلك نتيجة لعدم توافر نصوص في القانون تلزم المدعى عليه بإجراء هذا النوع من التحاليل،
لذلك فإنه في حالة رفض الأب إجراء تحليل DNA فهذا يعد إقرارًا منه بنسب الطفل إليه وبناء عليها يتم صدور الحكم، بالإضافة إلى ذلك فإنه بمجرد صدور الحكم للزوجة ونسب الطفل للأب فإنه يحق للطفل نفقة شهرية،
وفي حالة وفاة الأب فإن للطفل حق في الميراث.
تابع المزيد: زواج الاجانب فى مصر
هل ترث الزوجة زوجها في الزواج العرفي؟
يكفل القانون حق المتزوجة عرفيا في أن ترث زوجها وذلك في حالة ثبوت أنها كانت متزوجة عرفيا منه من خلال إقامة دعوى لإثبات زواجها العرفي،
حيث يتم ذلك من خلال تقديم بعض الأدلة مثل عقد الزواج العرفي وشهادة الشهود بأنها زوجته،
ففي هذه الحالة يتم إثبات زواجها العرفي ويتم اعتبارها زوجة ثانية ولها الحق في ميراث زوجها،
حيث ترث ثمن الميراث موزعا بالتساوي بينها وبين زوجته الأولى.
ختاما، يعتبر الطلاق في الزواج العرفي واقعا بمجرد النطق بلفظ الطلاق شفهيًا مثله مثل الزواج الرسمي،
وإذا كنت ترغب في الحصول على خدمات أو استشارات قانونية يمكنك ذلك بسهولة من خلال التواصل مع مكتب المستشار القانوني ياسر سلامة، حيث يعد أفضل مكتب محاماة،
وذلك لأنه يتمتع بالخبرة الطويلة في الساحات القضائية.