في عصر الثورة الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة، أصبح الابتزاز الإلكتروني ظاهرة متزايدة تهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء. يعرف الابتزاز الإلكتروني بأنه استخدام التكنولوجيا لتهديد أو إجبار شخص ما على تقديم المال أو معلومات حساسة تحت التهديد بنشر أو الكشف عن بيانات شخصية أو معلومات ضارة. يمتد هذا النوع من الجرائم ليشمل اختراق الحسابات الشخصية، الاستيلاء على البيانات الحساسة، والتهديد بنشر محتوى خاص أو فاضح.
تتفاوت العقوبات المفروضة على مرتكبي جرائم الابتزاز الإلكتروني باختلاف القوانين الوطنية، ولكنها غالبًا ما تشمل السجن والغرامات المالية الكبيرة. تسعى السلطات جاهدة لمكافحة هذه الظاهرة من خلال وضع تشريعات صارمة وتوفير وسائل للإبلاغ عن هذه الجرائم بسرعة وفعالية.
في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الابتزاز الإلكتروني بالتفصيل، ونسلط الضوء على العقوبات القانونية المترتبة عليه في مختلف الدول. سنقدم أيضًا أرقام التبليغ التي يمكن للأفراد استخدامها للإبلاغ عن حالات الابتزاز الإلكتروني، بالإضافة إلى خطوات الحماية التي يمكن اتخاذها لتجنب الوقوع ضحية لهذه الجرائم. من خلال هذا المقال، نسعى لتوعية القراء بأهمية الوقاية واتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهم وبياناتهم في العالم الرقمي.
تعريف الابتزاز الإلكتروني؟
الابتزاز الإلكتروني هو نوع من الجرائم الرقمية التي تنطوي على استخدام التكنولوجيا والإنترنت لتهديد الأفراد أو المؤسسات بهدف إجبارهم على تقديم المال أو معلومات حساسة. يتمثل الابتزاز الإلكتروني في استغلال وسائل التواصل الرقمي، مثل البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، أو الشبكات الاجتماعية، لنشر تهديدات بخصوص الكشف عن بيانات شخصية، معلومات محرجة، أو محتوى ضار ما لم يتم تلبية مطالب الجاني.
يمكن أن يتخذ الابتزاز أشكالاً متعددة، بما في ذلك تهديدات بنشر صور أو مقاطع فيديو خاصة، سرقة المعلومات المالية، أو اختراق الحسابات الشخصية. يهدف المبتز من خلال هذه التهديدات إلى تحقيق مكاسب مادية أو للحصول على مزايا أخرى غير مشروعة، مما يجعل الابتزاز الإلكتروني تهديداً خطيراً يضر بالأمن الرقمي والخصوصية الشخصية.
أشكال الابتزاز الإلكتروني
جرائم الابتزاز الالكتروني مُتعددة ولها العديد من الاشكال منها:
- سرقة الحسابات الإلكترونية الخاصة بالمجني عليه: وذلك إما من خلال إرسال بعضًا من الروابط الخادعة عبر البريد الإلكتروني الخاص به أو عبر رسائل حساب موقع التواصل الاجتماعي الذي يملكه.
- الوصول إلى الصور والفيديوهات الشخصية للمجني عليه: من خلال حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاص به أو من خلال المراسلة.
- إرسال أحد المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر والتي تثير فضول المجني عليه للدخول إليها ومن ثم سرقة البيانات الخاصة به.
كيف تحمي نفسك من الابتزاز الالكتروني ؟
لكي تحمي نفسك من الدخول في مصيدة جرائم الابتزاز الإلكتروني، فيجب عليك اتباع طريقة الوقاية خير من العلاج، وذلك من خلال:
- عدم دخول المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر.
- عدم دخول المواقع الجنسية.
- لا تراسل أشخاصًا لا تعرفهم عبر حساباتك الإلكترونية.
- لا تعرض معلوماتك الشخصية وصورك وبياناتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
- اجعل بياناتك البنكية سرية قدر الامكان ولا تخبر احد بها.
- احرص علي عدم تواجد اي بيانات حساسة علي اجهزتك الالكترونية حتي لا تقع في الايدي الخاطئة.
كيفية التعامل مع الابتزاز الالكتروني ؟
لكي تستطيع أن تتعامل مع هذه الجريمة وتحصل علي حقك الكامل من المبتز، فيجب أن تفعل ما يلي:
- عدم التواصل معه على الإطلاق.
- قم بغلق جميع الطرق التي يمكن أن يصل إليك المبتز من خلالها.
- عليك بإغلاق جميع حسابات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الإلكتروني الخاصة بك.
- يجب عليك إغلاق هاتفك نهائيًا حتى لا يستطيع المبتز أن يصل إليك من خلاله.
- من الأفضل إخبار أقاربك أو أسرتك بما تعرضت له من ابتزاز.
- قم بتقديم بلاغ على الموقع الرسمي الخاص بوزارة الداخلية .
- قم بالاتصال بالخط الساخن 108 للإبلاغ عن ما تعرضت له.
- يجب عليك التوجه على الشرطة وتحرير محضر بالواقعة.
- يجب عليك توكيل محامي قضايا ابتزاز ماهر ليساعدك في الحصول على حقك من خلال اتباع كافة الخطوات القانونية المطلوبة.
عقوبة الإبتزاز الالكتروني
تختلف عقوبة جرائم الابتزاز الالكتروني وفقًا لطبيعة الجريمة وملابساتها فوفقًا للمادة 428 من قانون العقوبات المصري، فمن يقوم بالتهديد بصورة كتابية أو كلامية أو شفهية أو سلوكية بالاعتداء على جسد شخص آخر أو على ممتلكاته أو حريته الشخصية أو حتى مصدر رزقه أو سمعته.
يُعاقب بـ:
- الحبس لمدة تصل إلى 7 سنوات.
- أما إذا قام بتنفيذ تهديده بالفعل فتصل عقوبته إلى 9 سنوات.
وتنطبق هذه العقوبة أيضًا على من يقوم بتهديد شخص آخر بنشر أو الامتناع عن نشر مادة تتسبب في ترويعه بهدف إجباره على القيام أو الامتناع عن قيام فعل ما.
ما هي عقوبة سرقة الحسابات الإلكترونية أو البريد الإلكتروني؟
تنص المادة 18 من قانون الجريمة الإلكترونية على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر وغرامة تتراوح من 50 ألف جنيه مصري وحتى 100 ألف جنيه مصري أو بإحدى العقوبتين كل من قام بإتلاف أو تعطيل أو تبطئ أو اختراق بريد إلكتروني أو حساب أو موقع خاص لشخص آخر.
ما هي عقوبة الاعتداء على حرمة الحياة الشخصية أو المحتوى المعلوماتي الغير مشروع لشخص آخر؟
تنص المادة 25 من قانون الجرائم الإلكترونية على أن عقوبة الابتزاز الالكتروني لشخص قام بـ:
- الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمواطنين.
- الاعتداء على مبادي وقيم الحياة الأسرية في المجتمع المصري.
- أو قام بإرسال العديد من الرسائل الإلكترونية بشكل مكثف لشخص ما دون موافقته.
- أو قام بمنح بيانات الأشخاص الأخرين لموقع أو نظام إلكتروني ما.
فيتم معاقبته بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر مع دفع غرامة ما بين 50 ألف جنيه مصري و 100 ألف جنيه مصري أو بإحدى هذه العقوبتين.
والان واخيرا اليك الجزء الاهم في هذا الموضوع اذا تعرضت للابتزاز فقط اتصل بالارقام التالية وقم بالابلاغ.
رقم مكافحة الابتزاز الالكتروني
حاولنا قدر الامكان جمع ارقام بلاغات الابتزاز التي يمكنك الاتصال بها وتقديم شكوي في حالة تعرضك لاي شكل من الاشكال التي سبق ذكرها في الموضوع.
هذه الارقام مقسمة تبعا لكل دولة وهي:
- مصر: 108
- العراق: 131
- المغرب: 112 و 177
- الجزائر: 17 او 1548
- السعودية: 1909
- لبنان: 01293293
- البحرين: 992
أسباب الابتزاز الإلكتروني
هناك أسباب متنوعة للابتزاز الإلكتروني وأهمها قلة الوعي فيما يتعلق بالأمن الإلكتروني، حيث تجد أن أكثر الضحايا ممن لا يفهون الكثير عن التقنيات الحديثة وكيفية تفادي هذه الابتزاز، وكيف يتصرفون لو حدث ووقعوا ضحية ابتزاز، وعلى ذلك فالسبب الرئيسي هنا لوقوع الضحايا في تلك المصيدة هو قلة الوعي الأمني.
وهناك أسباب أخرى كذلك للابتزاز الإلكتروني ومنها:
- اختراق حسابات التواصل الاجتماعي.
- ارسال الفتيات محتويات خاصة لهن لرجال يتصيدونهن من أجل الابتزاز.
- عدم مسح البيانات بشكل كامل عند بيع الجهاز أو تركة في محلات الصيانة.
- ضعف الدوري الأسري المتمثل في الرقابة على الشباب
أضرار الابتزاز الإلكتروني
- يعتبر الابتزاز الإلكتروني من أخطر الجرائم التي صاحبت التكنولوجيا والعصر الحديث، ولذلك نجد أن القوانين تحاول التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة التي تنذر بفساد المجتمع، فتلك الجريمة تدمر العلاقات الاجتماعية وتشوه سمعة الأشخاص، فقد أصبح من الممكن صناعة محتويات ابتزازي عن طريق برامج متطورة.
- وهناك في الوقت الحالي الكثير من الأفراد لا يفهمون بتلك التقنيات الحديثة فعند رؤيتهم للمحتوى الخاص بالابتزاز الذي يخص أفراد يحبونهم سوف يصدقون ذلك الأمر على الفور مما سيترتب عليه آثار سلبية اجتماعية غاية في الخطورة، ولذلك عقوبات معاقبة مرتكبي جريمة الابتزاز تغلظ في الوقت الحالي، فالأمر قد وصل لانتحار فتيات بسبب وقعهن ضحية للابتزاز.
ضحايا الابتزاز الإلكتروني
- ليس هناك شك أن جريمة الابتزاز الإلكتروني جريمة شنعاء، ولابد من تكاتف الدولة كلها من أجل القيام بمواجهة تلك الجريمة التي تهدد أمن وأمان المواطنين، ولاسيما من الإناث، فأكثر ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الإناث ولذلك هناك الكثير من الجهود الاجتماعية التي تبذل لتعليم الإناث كيفية تجنب الوقوع ضحية للابتزاز الإلكتروني.
- ولابد أن يدرك الضحايا أن المبتز ضعيف وجبان، واللجوء للقانون سوف يردعه، وبالطبع ذلك يتطلب فقط التواصل مع مكتب محاماة من أجل السؤال على الخطوات القانونية الصحيحة التي ينبغي السير وفقها من أجل رفع قضية ابتزاز إلكتروني، فلابد من تكاتف السلطة مع المنظمات المدنية من أجل الحد من تلك الجريمة التي تدفع البعض للانتحار خوفًا من تسريب أمر شخصي في حوزة المسرب.
حلول الابتزاز الإلكتروني
يمكن القيام بمواجهة الابتزاز الإلكتروني عن طريق التالي:
- التواصل مع الجهات الأمنية والافصاح عن جميع المعلومات التي تخص قضية الابتزاز.
- كذلك التواصل مع الرقم الخاص ب الابتزاز الالكتروني.
- التحدث مع الأسرة او مع صديق يمكن الوثوق به.
- عدم الانجرار لما يطلبه منك الشخص المبتز لأن تلك الطلبات لن تنتهي.
- الاتصال بالوحدة المختصة في مكافحة جرائم الابتزاز الالكتروني.
- التحدث مع الجهات المختصة في هذا المجال.
- التواصل مع المراكز الأمنية وأخبارهم بتفاصيل الابتزاز الذي تتعرض له
- أيضاً التواصل مع المؤسسات الاجتماعية التي تختص بذلك المجال.
أسئلة عن الابتزاز الإلكتروني
- في الوقت الحالي زادت الأسئلة عن الابتزاز الإلكتروني وكيفية مواجهته والتعامل معه، ويعتبر الابتزاز من الجرائم السيئة للغاية التي يرتكبها المبتزون في حق أناس أبرياء، فهم يفتقرون لأي مشاعر احترام للغير وللأخلاق واحترام خصوصية البشر وحقوقهم، وفي ظل ما نعيشه من تطور كبير في مجال التكنولوجيا والانترنت نجد أن مثل هذه الجرائم تزداد بشكل مهول كل يوم.
- في ظل هذا التطور للأسف ازدادت مشكلة الابتزاز الإلكتروني والتي لم تقتصر في الوقت الحالي على منطقة معينة، بل تشمل كل أنحاء العالم، فالمبتز يقوم بابتزاز الضحية بكل ما يملكه من معلومات عنه سواء كانت صور وفيديوهات أو أي محتويات عن طريق التهديد بنشرها عبر الانترنت، وذلك الأمر خطير ويتسبب في كوراث على الضحية، ولذلك لابد من التواصل مع محامي له خبرات كبيرة في مثل هذا النوع من القضايا ويستطيع انقاد الضحايا من المبتزين بقوة القانون.
للتواصل او طلب الاستشارة مع المحامي ياسر سلامة
من هنا
إقرا المزيد: