أهمية توثيق الزواج العرفي والذي يعد من الظواهر الاجتماعية التي طالما أثارت جدلاً كبيراً في المجتمع المصري، حيث يندرج هذا الزواج ضمن الإشكاليات المعقدة التي تتطلب فهماً معمقاً لأبعادها المختلفة سواء كانت قانونية أو اجتماعية أو دينية، فعلى الرغم من أن تلك الظاهرة موجودة منذ زمن طويل إلا أن تأثيرها الحديث في ظل القوانين الحالية والتحولات الاجتماعية جعلتها مسألة ذات أهمية قصوى.
إلى جانب أنه على الرغم من أن الزواج العرفي يكون مقبولاً في بعض الحالات إلا أنه يسبب العديد من المشاكل القانونية، لذلك في حال كنت ترغب في التعرف على تفاصيل أكثر عن الزواج العرفي وأهمية توثيقه وفقاً للقانون المصري تابعنا حتى النهاية.
أهمية توثيق الزواج العرفي
قبل أن نوضح أهمية توثيق الزواج العرفي سوف نعرف الزواج العرفي والذي يكون نوع من الزواج يتم فيه إبرام عقد بين الزوجين بحضور شاهدين دون توثيقه في السجلات الرسمية للدولة، حيث يعتمد هذا الزواج على التراضي بين الطرفين دون الحاجة إلى تسجيل رسمي في المحكمة أو الجهات المختصة مما يجعله يفتقر للحماية القانونية الكاملة لاسيما فيما يتعلق بحقوق الزوجة والأبناء.
فعلى الرغم أنه يعتبر قانونياً في بعض الظروف في حال توافرت شروطه الشرعية إلا أنه يبقى غير معترف به بالكامل من قبل الدولة، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الزواج العرفي هو رغبة بعض الشباب في تخطي الإجراءات الرسمية لتوفير التكاليف المالية أو لتجنب التزامات قانونية قد تفرضها القوانين المدنية، ويمكن عرض أهمية توثيق الزواج العرفي على النحو التالي:
الاعتراف القانوني بالزواج
عدم توثيق الزواج يعني أن الهيئات الحكومية لا تعترف به رسمياً مما يجعل الزوجة غير قادرة على المطالبة بحقوقها في حال حدوث خلاف، ولكن عند توثيق الزواج يصبح عقد الزواج موثقاً ومعتمداُ أمام المحاكم مما يضمن حقوق الزوجين ويحجب أي تلاعب أو إنكار للعلاقة الزوجية.
حماية حقوق الزوجة
تكمن أهمية توثيق الزواج العرفي في حماية حقوق الزوجة لأن الزوجة في الزواج العرفي قد تجد نفسها محرومة من حقوقها القانونية مثل النفقة والميراث في حال حدوث الطلاق أو وفاة الزوج، ولكن عند توثيق الزواج تضمن الزوجة كافة حقوقها الشرعية والقانونية مما يحميها من أي استغلال أو ظلم قد تتعرض له.
ضمان حقوق الأطفال
من أخطر المشاكل التي تترتب عن الزواج العرفي غير الموثق هي صعوبة إثبات نسب الأطفال، ففي حال عدم اعتراف الأب بالزواج يواجه الأطفال مشاكل قانونية تتعلق بتسجيلهم في الجهات الرسمية أو عند حصولهم على حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية والميراث، ولكن عند توثيق الزواج العرفي يتم حماية الأطفال من تلك المشاكل ويضمن لهم حياة مستقرة.
منع استغلال المرأة
في بعض الأحيان يتم استعمال الزواج العرفي كوسيلة للتحايل على القوانين مما يسمح لبعض الأزواج التنصل من التزاماتهم تجاه الزوجة، ولكن عندما يكون الزواج موثقاً يصبح الزوج ملتزماً قانونياً تجاه زوجته مما يمنع أي محاولات للاستغلال أو التهرب من المسؤولية.
أنواع عقود الزواج العرفي
وفي صدد حديثنا عن أهمية توثيق الزواج العرفي سوف نوضح أنواع عقود الزواج العرفي والتي تنقسم إلى نوعين يكون الأول الزواج العرفي بوجود الوالي والذي يتم بموافقة الزوج والزوجة سواء كانت ثيب أو بكر وولي أمرها وبحضور الشهود، وبهذا العقد يتم إشهار العلاقة بين الناس، وبدأ الأشخاص يستخدمون هذا النوع من الزواج منذ بدء الإسلام ولا يزال مستعملاً في عدد من القرى والنجوع المصرية لاسيما في حالة زواج البنت قبل السن القانوني للزواج وهو 18 سنة.
بينما يتمثل الثاني في الزواج العرفي بدون ولى والذي يتم بين الزوج والزوجة على أن تكون ثيب أو مطلقة أو أرملة حتى يحق لها تزويج نفسها بدون ولي، مع العلم أن هذا الزواج يكون باطلاً لأنه فاقد شروط صحة العقد.
كيف يمكن توثيق الزواج العرفي
يتطلب توثيق الزواج العرفي مجموعة من الإجراءات القانونية التي تضمن الاعتراف به رسمياً، ويمكن عرض تلك الإجراءات على النحو التالي:
- قبل التوثيق الرسمي يجب أن يكون عقد الزواج العرفي مستوفياً أركان الزواج الشرعي وهي الإيجاب والقبول ووجود ولي وشهادة شاهدين عدلين، كذلك يجب أن يكون العقد مكتوباً بوضوح ويتضمن بيانات الزوجين وشروط الزواج.
- لضمان توثيق الزواج العرفي بطريقة قانونية سليمة يفضل الاعتماد على محامي توثيق الزواج العرفي ومتخصص في الأحوال الشخصية مثل مكتب ايجي لوير والذي يضمن إتمام الإجراءات وفقاً للقوانين المنظمة للزواج في مصر.
- في حال عدم موافقة الزوج على التوثيق بشكل ودي يمكن للزوجة رفع إثبات زواج أمام محكمة الأسرة عن طريق تقديم عقد الزواج العرفي الأصلي وشهادات الشهود وأي أدلة أخرى تثبت العلاقة الزوجية.
- تشترط بعض الهيئات إجراء فحوصات طبية للتأكد من خلو الطرفين من الأمراض المعدية بغرض الحفاظ على الصحة العامة وضمان توافق الزوجين صحياً.
- بمجرد صدور حكم المحكمة يتم التصديق على عقد الزواج في الشهر العقاري أو مصلحة الأحوال المدنية مما يجعله زواجاً رسمياً يتمتع بكافة الحقوق والالتزامات القانونية.
أقرأ أيضًا: رسوم زواج الأجانب في مصر
هل يجوز توثيق عقد زواج عرفي بالشهر العقاري
وبعد التعرف على أهمية توثيق الزواج العرفي سوف نجاوب على سؤال هل يجوز توثيق عقد زواج عرفي بالشهر العقاري، وتكمن الإجابة في لا يسمح بتوثيق عقد زواج عرفي بالشهر العقاري بل يجب إثباته عبر رفع دعوى إثبات زواج أمام محكمة الأسرة مما يجعل فهم الطرق القانونية السليمة لتوثيق عقد زواج عرفي أمر ضروري لضمان حقوق الزوجين وحجب حدوث أي خلافات مستقبلية لاسيما في ما يتعلق بحقوق الزوجة والميراث وإثبات النسب.
حيث يكون الشهر العقاري مختص بتسجيل العقود الرسمية بينما عقد الزواج الرسمي يتم توثيقه في مصلحة الأحوال المدنية وفقاً للقانون المصري، أما بالنسبة للزواج العرفي فلا يتم تسجيله مباشرة بل يتم إثباته قضائياً عن طريق المحكمة لاسيما في حال كان هناك خلاف بين الطرفين حول العلاقة الزوجية.
دور مكتب ايجي لوير في توثيق الزواج العرفي
واستكمالاً لحديثنا عن أهمية توثيق الزواج العرفي سوف نوضح دور مكتب ايجي لوير في توثيق الزواج العرفي، حيث يعد مكتب ايجي لوير من المكاتب القانونية الرائدة في مجال الأحوال الشخصية لأنه يقدم خدمات شاملة ومتخصصة في توثيق الزواج العرفي وتحويله إلى زواج رسمي يتمتع بجميع الحقوق القانونية.
كما يساعد مكتب ايجي لوير الأزواج في تخطي العقبات القانونية والإدارية التي قد تواجههم خلال عملية التوثيق من خلال اتباع نهج احترافي يتماشى مع القوانين المصرية المنظمة للأحوال الشخصية، كما يتولى المكتب إعداد المستندات اللازمة وإتمام عملية التسجيل في مصلحة الأحوال المدنية، أما في حال وجود خلاف يقوم المكتب بتقديم الدعم القانوني الكامل للزوجة بدء من رفع دعوى إثبات الزواج أمام محكمة الأسرة حتى الحصول على حكم قضائي يعترف بالزواج ويوثقه رسمياً.
أقرأ أيضًا: دور المحامي في توثيق الزواج العرفي
تتمثل أهمية توثيق الزواج العرفي في أنه ضرورة قانونية واجتماعية لحماية حقوق الزوجين والأبناء، فهو يضمن الاعتراف الرسمي بالزواج ويضمن الخلافات المستقبلية بجانب أنه يسهل تسجيل الأبناء وضمان حقوق الميراث والنفقة وفقاً للقانون.
